عندما يتعلق الأمر بجودة السيارات الصينية، فلا شك أن الجميع سيتهرب منها لأنها إشتهرت قديما بسوء سمعتها وحوادثها الكارثية. دعونا نشارككم بعض الإحصائيات لمساعدتكم على معرفة السيارات الصينية ذات الجودة.
لعل أن أغلب التعليقات على السوشل ميديا ستكون "السيارات الصينية منخفضة الجودة" أو أنها سيارات رديئة ولا تستحق الشراء، لكن دعنا نعاين عن قرب جودة سيارة صنعت في الصين ولا تحمل عدد كبير من العيُوب كما سنعطيكم قائمة بأفضل السيارات الصينية من حيث الجودة.
تطور جودة السيارات الصينية
تسعى أي شركة للسيارات إلى توفير سيارات ذات جودة عالية، لكن شركات قليلة منها فقط تنجح في ذلك لأن معايير الجودة العالمية لا تنالها أي علامة تجارية للمركبات.
بدخول سنة 2021 سجلت السيارات الصينية نسبة 15 بالمئة من مجموع السيارات المستوردة إلى دول التعاون الخليجي وأولها السعودية والإمارات والبحرين. هذا يعني مجموع 200.000 سيارة تم بيعها خلال العام الفارط مع تسجيل دخول أكثر من 150.000 سيارة إلى الخليج في نصف سنة 2022.
يبلغ متوسط جودة السيارات الصينية معدل 213 مشكلة لكل 100 سيارة ما يعني قرابة 2.2 عيب لكل مركبة، وهو أكبر مقارنة بسنة 2021 أين تم تسجيل 143 مشكلة فقط لكل 100 مركبة صينية. يقيس إختبار الجودة هذا جودة السيارة الأولية عبر تحليل المشاكل التي تظهر في السيارة خلال أول شهرين إلى ستة أشهر. هذا لا يعني أن جودة المركبات الصينية في تراجع لأن أنظمة المعلومات والترفيه ومساعدة القيادة وأنظمة التبريد شهدت تحسناً ملحوظاً مقارنة بسنوات مضت.
وإليكم مخرجات دراسة تم إجراءها مؤخراً على سيارات صينية كانت نتائجها كالتالي :
أصبح الشكل الخارجي أكثر تعقيداً
شكل هذا العيب مشكلة كبيرة بتسجيل 2.7 عيوب إضافية عن المعتاد وهو يعني نسبَة زيادة 15% في تراجع الجودة للمظهر الخارِجي. وأكثر هذه العُيوب شيوعاً هي عزل الصوت الخَارجي لإحتكاك العجلات بالطريق وقلة إضاءة الأضواء النهارية.
رائحة المقصورة هي المشكل الأكثر شيوعا
إشتكى معدل 9.4 أشخاص من 100 من إطلاق روائح كريهة من مواد تصنيع المقصورة، حيث تم إدراج هذا المشكل لثلاث سنوات متتالية. المقاعد الغير مريحة ي الأخْرى إنضمت للقائمة بتسجيلها تجربة ركوب سيئة للمالكين وعدم شعورهم بالراحة خلال القيادة لمسافات طويلة.
حقيقة السيارات الصينية المقلدة
هافال على سبيل المثال والتي تعد من أفضل الشركات التي تخوض صناعة السيارات في الصين تستمد تصميماتها وأغلب ميزاتها من سيارات أخرى عالمية، خذ كمثال سيارتها دارجو ستجد أن تصميمها يشبه فورد برونكو وأن هافال H6 تشبه سيارات بيجو 4008 الأحدث.
هذا ليس محض صدفة لأن الصينيين يعتمدون مبدأ الـ Copycat في كل أعمالهم، وهي طريقة تمكنهم من تصنيع منتجات بشكل سريع ودون صرف مبالغ طائلة على التصميمات الجديدة والإختراعات.
الدليل على كلامنا هو القضايا القانونية التي تواجه الشركات الصينية في المحاكم العَالمية وإليكم بعض الحالات التي تعرضت فيها إلى المقاضاة وسحب السيارات من السوق.
الحالة الأولى تخص السيارة الفاخرة الرياضية ماكلارن 570 جيتي والتي تم نسخها بالكامل من طرف علامة KDC وإعطائها إسم Regola، إنه لأمر مضحك حقاً أن تسمع مثل هذه الأخبار.
العلامة المستهدفة الثانية كانت سيارة مرسيدس مايباخ Vision 6 الكونسبت والتي تم إستنساخها من طرف شركة هونشي عبر سيارتها Hongqi electric concept car، ولديك كل الوقت للبحث عن طرائف الصينيين في نسخ السيارات وكل المنتجات.
والحالة الثالثة خصت أيضا علامة مرسيدس الفاخرة جي كلاس وهي سيارات صينية بمواصفات ألمانية، أين تم نسخها عبر إصدار سيارة بايك BJ80 والتي يتم تسويقها حاليا في دول التعاون الخليجي.
الصينيون لا يثقون في السيارات المصنوعة في الصين
في الوقت الذي يتذمر منه جميع الغرب من سيارات الصين، ليس بسبب المنافسة فقط لكن بسبب أن الحقيقة أن السيارات الصينية رديئة الجودة (قبل سنة 2018) جعلت من الناس يتفادونها بكثرة، لكن سنعطيكم إحصائيات سنة 2022 التي تثبت عكس ذلك.
الآن، ماذا عن الصينيين نفسهم. هل يفضلون سياراتهم المحلية أم يبتعدون عنها بسبب سوء جودتها ؟
الحقيقة أن الشعب الصيني مثله مثل الشعوب الأخرى، فهو يبحث عن الجودة والأداء والسعر عندما يتعلق الأمْر بمنتج مثل السيارة، والأرقام تثبت ذلك لأن الصينيين لا يتبعون مبدأ مساندة التصنيع المحلي.
في تقرير نشرته Bloomberg سنة 2015 (قديم نوعاً ما) يوضح أن مبيعات السيارات الصينية سنة 2010 بلغت 41 بالمئة من مجموع المبيعات محلياً، لكن إنخفض هذا الرقم إلى 28 بالمئة بحلول سنة 2014، وهذا مؤشر يدل على أن الصينيين لا يثقون في جودة السيارات الصينية.
هذا يثبت مرة أخرى أن السعر المنخفض ليس هو المعيار الوحيد المؤثر على خيارات العملاء، كما أن الناس مستعدين لدفع المزيد مقابل الحصول على سيارات ذات جودة عالية بعيداً عن التقليد الغير مبرر.
جودة السيارات الصينية الكهربائية
في محاولة أخرى للصين للسيطرة على سوق السيارات الكهربائية بدأت هذه الأخيرة في إنتاج سيارات صغيرة تعمل بالكهرباء متلقيةً دعماً غير مشروط بتمويل بالبطاريات، كما أن الشركات الصينية تلقت تسهيلات بإلغاء الضرائب على السيارات الصينية الكهربائية لتشجيع المواطنين على إقتناءها، وكالعادة كانت النتيجة صادمة تمثلت في عزوف كبير عن تلك السيارات.
رغم هذا تم بيع 1.25 مليون سيارة منها، لتأتي بعدها مجلة الطاقة الصينية التي صورت مشهد إحتراق إحداها ووصفتها بفضيحة الجودة.
عيوب السيارات الصينية
على العموم تتميز السيارات الصينية بجودة رديئة وهي تعاني حقا من العديد من العيوب التي نلخصها في النقاط التالية:
- معادن معادة التَصنيع ورفيعة السمك سريعة التآكل.
- طلاء خارجي سهل الإزالة وقابل للخدش بسهولة.
- الشاصيه هش ولا يتميز بصلابة تجعله يدوم لفترة طويلة.
- محركات بتقنيات تصنيع معقدة تجعل من التصليح شبه مستحيل.
- تصاميم مسروقة من علامات سيارات عالمية مثل مرسيدس وبي إم دبليو.
- ميزات أمان غير مطابقة للمعايير الأوروبية.
قياس جودة السيارات الصينية
تمر افضل السيارات العالية الجودة عبر إختبارات قاسية يتم فيها إختبار قدرتها ومدى أمانها، حيث أصبحت العلامات التجارية الكبرى للسيارات في العالم تعتمد نفس المرجع وهو هيئة السلامة الأوروبية.
الآن دعونا نتعرف على أهم الإختبارات التي تمر بها السيارات الصينية وغَيرها من السيارات لإختبار جودتها الشاملة :
إختبارات التصادم
تهدف هذه الإختبارات إلى إخراج سيارة تشكل تهديد أقل للراكبين وللراجلين في حال الإصطدام بهم، ويبدأ الإختبار بتفريغ محتوى خزان الوقود وتعويضه بالماء لمتابعة التسربات ومدى إنتشارها إلى المحرك لقياس مَدى إشتعال السيارة من عدمه عند الإصطدام.
يجب على جميع السيارات أن توافق بعض الشروط الأساسية للأمان، كما أن البعض الآخر يكون أكثر أماناً وهذا ما تجده في كتيب السيارة الصغير. وطبقاً لهذه الاختبارات يتم تقديم نقطة أو جزء من خمس نجوم كتقييم نهائي لجودة السيارة الصينية.
إختبارات المكابح
تشكل الفرامل نسْبة 90% من جودة أمان السيارات، لذلك تحرص هيئة السلامة على هذا الإختبار بشَكل خاص، ويتم الإختبار عن طريق وضع السيارة فوق أسطوانات تدور ليقوم المختبر بكبح العجلات وتسجيل القوة الناتجة عبر حساسا.
بهذا التحليل يستطيع الأخصائيين تقييم مدى دوام الفرامل وكم المسافة التي ستقطعها السيارة للتوقف بعد الكبح.
إختبارات الثبات
يشكل ثبات السيارات الصينية هاجس أمام العملاء، حيث إشتهرت الأخيرة بإنحرافاتها في المنعرجات وإنقلابها لأكثر من مرة.
يستعمل هذا الاختبار لتحديد التحكم في السيارة في حال ظهور جسم مفاجئ أمام السيارة وحدوث إستجابة سريعة من السائق تتضمن تغيير الإتجاه والفرملة في وقت واحد.
أفضل شركات سيارات في الصين
بشَكل عام، تمثل هذه القائمة أهم ماركات السيارات الصينية الصنع عالية الجودة مقارنة بالأخْرى في الأسواق، والتي تلتزم بأن تكون في الصورة التي يتمناها فيها عملاءها في كل أنحاء العالم.
مشاكل قطع غيار السيارات الصينية
تعتبر قطع الغيار التي تنتجها الشركة المصنعة مادة أساسية في إستمراريتها، لهذا يشتكي الكثير من تدني جودة قطع غيَار السيارات الصينية. والجودة تعني السلامة والقيادة الآمنة.
وإيجاد قطع غِيار مناسبة بنفْس جودة تصنيع السيارات الصينية نادر الحدوث (لكنها متوفرة بكثرة في السوق)، لأنك ستجد قطع مقلدة لكل انواع السيارات الصينية رباعية الدفع أو سيدان وغيرها. لهذا عليك دائما الحذر قبل شراءها وتتميز عيوبها مشاكلها فيما يلي :
- قطع غِيار سهلة الكسر والتآكل.
- غير مطابقة للمعايير OEM (أحجام غير مدروسة).
- ليست بنفس جودة القطع الأصلية.
- سعرها مرتفع بالنسبة لجودتها.
- لا تدوم لفترة أكثر من 3 أشهر.
تجاربكم مع السيارات الصينية
بعد سرد مميزات وعيوب السيارات الصينية، سنحاول إلقاء الضوء على المنطقة العربية وكيف زاد الإقبال عليها بالجودة الحالية حتى أنها حققت مبيعات خيالية في السنوات الأخيرة.
تجاوز مبيعات السيارات الصينية حاجز الـ 150 ألف سيارة بداية 2022 دليل واضح على توجه جميع وكلاء السيارات إليها. تقول زهرة عبد الله وهي واحدة من ملاك شركات التأجير الكبرى في البحرين : شركتنا توجهت كلياً إلى إستيراد السيارات الصينية التي تسوق لنا بأسعار رخيصة وجودة عالية.
وأضافت قائلةً : أغلب الشركات المنافسة لنا تتوجه في نفس الإتجاه، في وقت تريد فيه الشركات توفير سيارات لموظفيها فإن السيارات الصينية توفر مُميزات عالية وموثوقية وإستهلاك منخفض للوقود.
هناك أمر مميز آخر يخص جودة السيارات الصينية وهو الإستفادة من الضمانات التي تمتد لخمس سنوات والصيانة المجانية. وهو ما يبحث عنه قاطني منطقة الخليج العربي والسعودية خصوصاً.
صرح سعود الدويش هوه مالك معرض سيارات في السَعودية أنه يبيع ما بين 10 إلى 20 سيارة صينية في اليوم، وهو نفس المبيعات التي تسجلها معارض السيارات المجاورة له.
رأينا حول جودة السيارات الصينية
بعيداً عن خطوط الإنتاج فإن أي موديل يخرج إلى الطرقات يتعرض إلى إختبارات يومية من طرف سائقي السيارات، في مصر أم الدنيا مثلاً أين تكون بعض الطرقات مهترة وغير صالحة للسير تقدم السيارة الصينية الحل الأفضل لسعرها الرخيض ووفرة قطع غيارها.
ليس هذا فقط بل إن أداء سياراتها في تطور مستمر مقارنة مع أسعارها التي تعد رخيصة جداً أمام السيارات اليابانية، معظم السيارات يتم تغييرها بعد 5 إلى 6 سنوات والسيارات الصينية تستطيع المقاومة لهذه الفترة ولو كانت جودتها سيئة حقاً وهو ما يجعل شراء سَيارة صينية جديدة أفضل من يابانية التي تكلف أكثر.
هذا وتبقى السيارات الصينية موضوع مفتوح، ستجيبنا عنه الأيام والتجارب الحقيقية بعيداً عن الإعلام الغربي الذي يحاول تشويه سمعة الصين في أعين الجميع لإعطاء الفرصة للغرب لغزو أسواق السيارات.
المصادر :